نبضات دافئة...بقلم ميدة سليمان

نبضات دافئة

أيها القلب
 لقد شاخت فيك النبضات
هل أبحرت في أسرار الحواس؟
فيك الشرايين
أصبحت مشرعة للصهيل
ها قد مر دهرا وانت تنزف
تغير كل شيء
 إلا الألم
لم يعد يهتم بك ذاك الحبيب
لم يلتق بك
لم تمتزجا جسداً في جسد
بينما كانت مهنته الانتظار
لتعلمه التسبيح والصلوات

يا قلبا آن لك أن تتوقف عن النبض
لم تعد تلك الروح الساكنة في أعماقه
لم تعد ذلك السكون
وتلك اللهفة
كنت نورا يضيء في الليل الحالك دربه
أصبحت الدمع الذي يثقب الجفن.
كنت ذلك الأمل
ذلك الشعاع ..
ذلك الدعاء والرجاء
المتقد في نفسه

يا قلب أيها الطفل البريء
تركك وحيدا
ترتدي أوجاعك
تبكي خفية ليلا
وهو يعزف لك الوجع حتى نمت على أنغامه
تلعنه يا قلب شوقا كل لحظة
ليته يعود إليك
ليته يضمك في عناق طويل
لتسقط لعنات الشوق
 في خجل وحياء
 أقسم لك بأنك فراشته
ونبضه وروحه
ولدربه النور والصفاء والنقاء
ليته يشعل فيك النبض
والعبير والحنان
ويكلل الروح بوردة
خزامى أو سيسبان
كي تشعر بالهدوء
بالطمأنينة
بالأمان

ايها القلب
ماذا أهداك ؟؟
هل اهداك قميصا جعلت منه سجادة صلاة؟
لتصله دعواتك
في كل فرض؟
هل اهداك عطراً
كي لا تنساه مدى الدهر؟
توقف عن النبض يا قلب
لقد طعن فيك الكبرياء
وزرع فيك جرح أليم
توقف وأدفن النبضات
في مقبرة القدر والقضاء
 تنزف انت وجرحك فيه بصمت الرجاء
ربما كانت نبضاتك
في الوقت الضائع هباء
بعد أن اهديته نزيف الروح
والعفة البيضاء.

ميدة سليمان

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سافرت نحوك....بقلم عيسى جرابا

قل لي يا قلم… كلمات الشاعر نافز ظاهر

اجازة... علاء، عطية علي