رحلة بلا حدود... كامل حسانين

 ...و...رحلة بلا حدود مؤلفها كامل حسانين الفقير إلى الله من مصر...و...


يحدوني أمل أن أستريح من الضنا 

من فرط تعبي لست أدري من أنا


ولست أعلم قد تباعد إذ مضى 

خطوي المسافر يا رفاقي أم دنا


أهذا داري و قد سكنت بظله 

أم أني أصلا لست أعرف دارنا


وكنت أسبح في خيال حينها 

و النيل يتبع إذ مضينا ظلنا 


حتى رأيتها من بعيد أقبلت 

ترى أمامنا و الجموع  وخلفنا


حوراء آه من عيونها و المنى 

غراء ضوى بدر وجهها ها هنا


فجلست أمكث وسط داري ساعة 

ما الليل أطلق إذ مكثنا سراحنا 


أظفار موت من عدو تنشب 

حتى تمزق من أنين جسمنا 


والجان غدر يستبيح كياننا 

وظللت وحدي فكم  يفرق أهلنا 


في الدنيا أمر و قد يشتت جمعهم 

ولكم أردنا كسب مال و الدنا 


حتى الصباح بعد المشقة أقبل 

و ذهبنا نقصد حين صبح حقلنا 


ترى الجنائن في عيونه و الربا 

والطير حلق من سرور حولنا


و الليل خيم بعد ذلك لم يدع 

لنا بعض فرح ولم يروقه حالنا 


وكيف يدع إذا أهل بظلمة 

ويطيق يوما أن يشوف سرورنا


والله إني قد تعبت وقد مضت 

عني قواي فأين السعادة و الهنا 


ألا يحق لها بيوم تأتنا 

أو تخطو حينا من زمان صوبنا 


والله إني لم أتم عبارتي 

حتى تقدم نهر نيل نحونا 


و الموج منه كمثل سار بجدول 

من شهد عسل و جميل خبر أعلنا 


وفي سفينه قد جلست ومن معي 

هي نبض قلبي وقد بنينا عشنا


حتى صبحنا من النعيم بروضة 

خضراء تشهد بعد يأس أملنا 


فيها البلابل و الطيور و نسمة 

و كروان فنن عش حب قد بنا


جدي أراه على الكثيب و جدتي 

نلهو و نلعب في الرمال لعلنا 


ننسى الهموم وقد أطلت كالعدا 

مثل الرماح مع السيوف مع القنا


ذهبت لتخبز عند أمها جدتي 

والليل كحل من سواد جفننا 


وقد أتمت بعد حين خبزها 

و الأم قالت يا بنيتي ها هنا 


جعل المبيت فما لليل مأمن 

والنوم عندنا حتى نبلغ صبحنا 


لكن أصرت ثم ولت تذهب 

إلى حيث جدي والظلام يدوسنا 


و محمد ابنها كان يبكي بداره 

وكذا احمد ابنها من يشابه جدنا 


و كيف تعلم ما يدور بدارها 

من كل حدث ومن تداعبه سنا 


مضت و تمشي في الطريق و دقة 

من قلب أم قد أحست بالهنا 


وفي الطريق فإذ بجان يطلع 

يا أم أحمد قد دعاها و أحسنا 


ومد يده كي يصافحها وما 

لمست يداه حتى أحست بالعنا 


سكن الكيان وقد أحست رعشة 

ويده كماس أو عجين  أثخنا 


كل الجراح بقلب جدتي و الجسد 

من بعد موت قد يخلد ذكرنا 


جان عجيب يا لويلتي إنه 

قد فاق طولا في العجائب نخلنا 


يزداد مضيا كلما نظرت له 

لهب عجيب وبعض لحظته سنا 


صوت الصراح علا و ضج مدويا 

منها تنادي اسماعيل وقد فنا 


وعليها رد من الديار بفزعة 

وصحا بإثرها كل جار و لفنا


ولى خياله حين نادت و اختفى 

و جاء يسرع اسماعيل إلى القنا 


جلست لتملأ من غديره قربة 

تلك العجوز ونهر نيل ضمنا 


فوج الأرانب من خيال جمعه 

ملأنا منها تلك الأرانب قفصنا


طلع النهار فلم نجدها و إنما 

أثر التراب لقد وجدنا عندنا  


...و...رحلة بلا حدود مؤلفها كامل حسانين الفقير إلى الله من مصر...و...

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سافرت نحوك....بقلم عيسى جرابا

قل لي يا قلم… كلمات الشاعر نافز ظاهر

اجازة... علاء، عطية علي