لذة الخيانة... السيد نجيب العربي

 {{ لذة الخيانة }}


•••••••••••••••••


استيقظت في الصباح الباكر وهي مستاءة كالمعتاد ومنزعجة باستمرار فأرادت ان تذهب إلى العمل مبكراً ف قبل ان تبدأ بالذهاب وتتوجه إلى مكان عملها المعتاد تقوم عادة بتصفح  صفحتها على الشبكة العنكبوتية في كل صباح ومساء جديد

ثم تتناول قهوتها الباردة بضجر اعتادت عليه ثم أصبح الحزن والسأم والضجر المميت جزء من حياتها البائسة دائماً  


تتفاجأ تلك المرأة على غير المعتاد أثناء تصفحها برسالة تلقتها

على بريد الصفحة قلبت لها كل الموازين الهادئة وجعلت من حياتها محطة في ذكرى أليمة مر عليها سنين وسنين 


كانت تلك الرسالة بمثابة اشعار وتذكار لها بالماضي والتي 

وصلت إليها من حبيب قديم كان يوماً لها الحب والعشق والزيتون . توترت كثيراً عندما علمت انه هو ذاك الذي غادر مملكتها بدون إذن ولا حتى تلميح صغير كان من الممكن 

 ان يصلح به من فؤادها الرهيف


تذكرته اليوم برسالته المشؤومة والغير متوقعة والتي أرسلها لها فجأة حيث تألمت بسببها كثيراً  ، ومن ماضٍ كذلك أتعبها وأثقل فؤادها الحزين 


ارتجف ذاك الفؤاد وكان فؤادها قبل اليوم مليئاً بالحزن والآهات والآلام 


نظرت لها ، ف نظرت لتلك الرسالة بسرعة الضوء تتفحصها بلهفة وبحقدٍ أحياناً لا يفسر وكان الوقت هذا من أشد الأوقات صعوبة لها ثم نظرت نظرة أخيرة من اسفلها إلى الأعلى فأعادت هذه النظرة شريط الذكريات المر والذي كان مرا عليها وأجج كثيراً من نارها 


لم تتمالك تلك المرأة نفسها فبكت كثيراً ، وربما تخيل لها أنها في حلم وفي وهم كذلك ، تلك الحقيقة أمام العينين مباشرة ولكن ربما تشعر الحقيقة هذي النساء عموماً بالألم والتعب والغثيان


أرادت ان ترد سريعاً وان تكتب له رسالة تشفي بها من خلالها

غليلها والذي شوه الفارس به كل شيءٍ جميل في حياتها وجعلها في سلة أحزان دائماً 


أرادت ان تكتب له إلا أنها شعرت بأسوأ شيء هنا ، شعرت بصدى صوت ليس غريباً ، ذاك الصوت المألوف لديها والذي أوقفها من الكتابة ثم كاد قلبها بسببه ان يتوقف حزناً 

 تلك هي رسالة الأحزان تلك الحقيقة التي آلمتها وكادت ان تقضي عليها فأرادت مرة أخرى ان تكتب لفارسها رسالة إلا انها سمعت صوتاً ، صوتاً أيقظها ينادي 


                          لماذا يا حباً ....لماذا ؟ 

......................


بقلم الكاتب :  السيد نجيب العربي 

بتأريخ27/5/2022

السودان

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سافرت نحوك....بقلم عيسى جرابا

قل لي يا قلم… كلمات الشاعر نافز ظاهر

اجازة... علاء، عطية علي