ظلال صمتي… كتبها الشاعر المفرجي الحسيني

ظــلال صــمتي  دمــوع فـي الجــروح
----------------------------------------
بين ظلال الصمت وأغلفة الكلمات كنت مزدحما بالتفكير ،قدماي تشّد خيوطا واهمة ،أكداس من الرغبات المكدسة في زمن اللحظة ،سعلت كي أمالئ أوجاعي ،لكن دون أن ابتسم ،الزورق يسبر البحر الذي أغرقني الموت بقعة غادرها الحبّ ،هذه الليلة كانت أحزاني صارية أبحث في مدن الموت عن مخبأ ،هربت، مكثت في الحزن ،طال وقوفي ،تماهيت ،خلت شجى في المساء يستضيء جراحي ،الليل ينمو ،صمت يفيض بقصف الليل ،شعاع غريب من وهج يضيء النجوم ،نار من الهمس تعلو
الارض هاجعة في هدأة غائمة ،قمنا توقفت الاحلام ،عدنا في الاحزان...
غائب عن وطني، قريتي، بيتي ،غرفتي، استيقظت، لم أعثر على يديّ ورجليّ، ينقصني الاحساس، حتى الكلام، غير قادر على الاحجام، على لمس الهواء، لم ينكشف لي جسدي، اخترقت رصاصة ذلك الجسد ،بدأ يتلاشى، تشبثت بأهداب الهواء ،ارتطمت رغم جسدي الغائب ،أعترف قبل نهايتي ،لَوّحت وبكيت، سبقتها مناديل ،علقتّها على عينيّ، كي تحفظ لي بقاياي ،أتردد في ضم الغياب من هاويته العميقة ،صامتتان شفتايّ، تحدق، صفراء تضم أزهاري وآلامي ،ميت أبحث في جروحي أهمس بعمري الغائب، ثم أبرد ،كنت قد زرعت بذرة، أورقت بعدي ،تلمع في مساءاتي، تذكرني بخطأ غياباتي ،يزرع الاحياء السدرة ،المهوسين بالموت والظلمة، لنسيان الحياة أبكي وأمسح الدمع، بأصابعي أعدها من خلال مرآتي، دون أن أسحقها، عصفور رآها، سقط هامدا في عينيّ ،عندها تسلقت شجرة الهواء ،نسيت أن أقيس طول حزنها ،كلما تسلقت، سقطت ورقة من دموعي....
**********
د.المفرجي الحسيني
ظلال صمتي ، دموع في الجروح
العراق/بغداد
26/7/2020

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سافرت نحوك....بقلم عيسى جرابا

قل لي يا قلم… كلمات الشاعر نافز ظاهر

اجازة... علاء، عطية علي