حبك ليس عاديا… كتبها الشاعر غسان ابراهيم

بقلمی غَسَّان إِبْرَاهِيم

حُبُّك لَيْس حُبًّا عَادِيًا
يَتَحَمَّلُه الْبَشَر .
لَيْس وَرَدًّا . معطرا فَقَط
بَل شَوْكَةٌ يَذْبَح
وَأَلْوَانُه تعمی الْبَصَر
حُبًّا يميتنی فی الْيَوْمِ أَلْفَ مَرَّه
يسقينی الْفَرَح بأشواقه الْمَرَّه
يلهبنی يسعدنی
يدخلنی أَحْلَام وكوابيس الْفُرْقَه
حُبًّا تَثُور فِيه ذكرياتي
وترحل عَنْه سَنَوَات حَيَاتِي
ويطعمنی وَيَسْقِينِي
وأجوع مِنْهُ أَنَّ نسيتك مَرَّه
حُبًّا علمنی الصَّبْر
وَمَا هُوَ معنی الْقَهْر
وَأَدْخِلْنِي كُلّ الرَّوِيَّات
وَأَدْخِلْنِي حتی ظَلَام الْقَبْر
حُبًّا لَا أتمناه لی أَحَدٌ
يُدْمِعُ العَيْنَ وَيُهْلِك الْجَسَد
يؤرق ويقسو ويكبت
وحنينه إذَا أتی أحی الْجَسَد
حُبًّا كأعوام السِّنِين وَفُصُولِهَا
حُرَّةٌ يَشُقّ الرُّوح وَسُكُونِهَا
وَبِرِدَّه يُثَلِّج الدِّمَاء فی عُرُوقِهَا
وسعادة مِنْه
تَحْی أَشْجَارٌ الْعُمْر وَغُصُونُهَا
حُبًّا تَعْتَذِر إلَيْه
وتشتكي مِنْه تَعْبَث مَعَه
تَرْتَجِي قُرْبَةٌ . . تنهره
وَإِذَا أتی بحنانه
تجرف الْأَرْض دُمُوع مِنْه