قصة خالتي ملاك... ياسر الفحل
قصة قصيرة بعنوان خالتى ملاك
بقلم ياسر إبراهيم الفحل
🌰🌰🌰🌰🌰🌰🌰🌰🌰🌰🌰
فى منتصف القرية يوجد بيت الحاج خالد . الفلاح الذى يعيش حياته البسيطة .كبساطة بيتة المعرش بعروق خشبية تتساقط منها المطر عند هطولها فى ليالى الشتاء . لتبقية طوال الليل متيقظا .
وزوجتة هنية ذات القسمات المروية بماء النيل ولون الشمس فى ذهبيتها وجمال الأرض فى طيبتها . فى هذة اليالى الشاتية رزق خالد ببنتين كأنهما نور الشمس فى ليالى دافئة فى ابنسماتهما وجمال القمر فى بهائة وإشراقتة البدرية فى ليلة قمرية هادئة .
رزق بعد طول انتظار على شوق وعدم يأس من رحمة رب البرية .
إنتظر الزوجيين طويلا أن يستجيب الله دعائهم ويربط على قلوبهم بالفرح بقدوم المولود الذى يملئ خياتهم سعادة وفرح . فولدت هنية مولوديين يصرخان ليسمعا خالد وهو ينتظر خارج الغرفة ليخرج من يبشرة بفرحة قلبة .
وهاهم صرخاتهم كأنها أنغام تدوى فى أذانة كأنها أنغام وأوتار سعادة تشجى روحة وتسعد قلبة .
سجد خالد سجدات الشاكر لربة الذى استجاب دعائة بعد طول بكاء وترجى من رب العالمين .
أخذ يتمتم بدعوات الشكر والحمد على نعمة منتظر ان يدخل على زوجتة فيهنئها بقدوم المولود ويضع على جبينها قبلة السعادة بسلامتها .
وهو واقف خارج الغرفة خرجت من كانت تولد زوجتة وهى تضع فى يدة قمريين صغيريين وتهنئة بمولوداتة .
نظر خالد إليهما وفى قلبة فرح كبيير وشوق كبير لهما . ثم وضع على جسدهما قبلة المحبة والفرح والسعادة . ثم دخل على زوجتة يبشرها بالقمريين وبانة إختار لهما إسمين رحمة ورحيمة .
كبرت رحمة ورحيمة فى بيت دافئ بين زوجين يحاول كلا منها أن يسعد الآخر . ويربط كلا منهما على كتف الآخر . يواجهان مصاعب الحياة معا برضا وصبر وعزيمة .
هو يذهب ليضرب الارض بفأس البأس. وحب الأرض ليخرج منها الزرع الأخضر ليحصدة بعد نضجة ليطعم بة أولادة .
وهى يدها بيدة تذهب إلية فى حقلة حاملة معة طعاما وشرابا ولتساعدة فى بعض اعماله. وفى الصباح تحلب بقراتها بلبن تسقى الصغيرتين وكانها تسقى زهرتين جميلتين حتى تتفتح عن بهاء جمالهما . ثم تذهب إلى السوق بما تبقى من لبن لتبيعة لتدير بها حياتها وهكذا تسير الحياة على بساطتها .
كبرت رحمة ورحيمة وكبرت معها ذكرياتها الحلوة مع أختها رحيمة ومع عرائسها ولعبها المصنوعة من بقايا القماش المحشو قطنا .
كبروا وفى ذكرياتهما يد أمهم الحانية المتغلغلة بين خصلات شعرهما لتضفرهما . هذة الخصلات المنسدلة بلون الذهب على جسدهما المتناسق .
كبروا وفى اذنيهما أجمل القصص النى تسمعها لهم أمهما قبل أن يناما ..
كبروا وفى ذاكرتهما الهدايا التى ياتى بها الأب ممزوجة بقبلات المحبة عند نجاحهما فى أعوامهم الدراسية .
وفى يوم مشرق شمسة رأها فى طريق القرية هذا الفتى البهى الطلعة . سعيد المحيا . فرأى فيها شق روحة الأخرى التى كان يبحث عنها بين تلابيب الزمن .
فذهب إلى والدتة فرحا مستبشرا فكم أحت علية كثيرا أن يتزوج وهو يعزف عن ذلك إلى أن رآها .
ذهب إلى امة يحدثها عن رحمة هذا القمر البدرى المنسدل فى بهاء الكون فى أدب وحياء وبهاء الطلة الجميلة . يحدثها عن رغبتة فى الزواج منها .
هنا إستبشرت الأم وهللت لفرح أبنها وقد وعدتة أنها ستسال عنها وتاتى بالخبر الذى يفرح قلبة .
وها هى تسير بين النساء والجيران وتتساءل عن الفتاة وعن أسرتها فما تسمع الاجميلا .
جاءت البشرى إلى جميل الذى احب رحمة وقر ار الام بترتيب أمور زواجهما . وحدث كل شى فى يسر وسهولة وانتهت بزواج رحمة من جميل .
وإرتبط الإثنين فى سعادة الأيام وبهاء السنين ومضت الأيام وحملت رحمة فى وليدها الاول وضعتة .
وحملها فى الثانى وأثناء الحمل تعبت رحمة تعبا شديدا نقلت على إسرة إلى المستشفى. وعند الولادة حدث مالا يحمد عقباة .
حدث مضاعفات على الأم . والأطباء يبذلون أقصى ماعندهم
لانقاذها ولكن إرادة الله نافذة بعدما أنقذوا وليدها محمد .
ضجت المشفى بالصراخ والبكاء والعويل ودموع جميل تنهمر على وجنتية .
ورحيمة أختها قلبها ينفطر حزنا على أختها والدموع تنهمر من عيناها وهى تحمل فى يدها المولود محمد وفى اليد الأخرى ابنتها الاخرى. كأنها لهما الأم المفقودة التى ذهبت إلى ربها وتركتها تحملها الأمانة.
أمانة رحمة فى اولادها وهى تتذكر آخر اللحظات التى جمعتهما فى أخر أيامها . وهى تنظر إليها وتنظر إلى أبنائها. وكأنها تعطيها وصية بنظرات عيناها تحملها الأمانة لاختها رحيمة لتكون لهما الخالة الملاك
تعليقات
إرسال تعليق