لم يمت يحيى... حسين الزلخفان
#لم_يمــت_يحيى
لَمْ يَمُتْ مَنْ خَضَّبَ الْأَرْضَ دَمَا
مِنْ كِيَانٍ حَوَّلَ الْعُرْبَ دُمَى
لَمْ يَمُتْ مَنْ جَرَّعَتْ صَوْلَتُهُ
مُجْرِمَ الْحَرْبِ مِرارًا عَلْقَمَا
وَمِنَ الطُّوْفانِ أجْرى حَيْثَ ما
حَشَدَ الْعُدْوانُ جَيْشًا حِمَمَا
أَبَدًا لَنْ يَطْمِسَ الْغَيْمُ اسْمَهُ
طالَمَا فوق السِّمَاكَيْنِ سَمَى
وعلى هامِ الثُّرَايَّا رُوْحُهِ
زَرَعَتْ في كُلِّ شِبْرٍ عَلَمَا
إنَّهُ اللَّيْثُ الَّذِيْ نَحْوَ الْفِدَا
مُسْتَمِرًا عاشَ يَسْعَى قُدُمَا
لَمْ يَمُتْ كَلَّا وَإنْ مَاتَ فَقَدْ
مَاتَ ضِرْغامًا شَهِيْدًا مُسْلِمَا
شَامِخَ الْأَنْفِ كَرِيْمًا مُؤْمِنًا
مُوْقِنًا بالنَّصْرِ مِنْ رَبِّ السَّمَا
ثابِتًا كالطَّوْدِ في وَجْهِ الْعِدَا
رابِطَ الْجأْشِ شُجَاعًا ضَيْغَمَا
مُقْبِلًا يَعْدُوْ إلَىٰ سَاحِ الْوَغى
لا كَمَنْ ماتَ جَبَانًا مُرْغَمَا
جَعَلَ الْمُوْسادَ عَنْ تَكْتِيْكِهِ
خُطَطَ الْحَرْبِ مُصابًا بِالْعَمَىٰ
لَمْ يَغَبْ كالْغَيْرِ عَنْ مَوْقِعِهِ
في خُطُوْطِ الذَّوْدِ عَنْ عِزِّ الْحِمَىٰ
حَوَّلَ الدُّنْيَا على مَنْ أشْعَلُوْا
فِتَنَ الْحَرْبِ بَلَاءً مُظْلِمَا
صَبَّ سَوْطَ الحُزْنِ في أحْشائِهِمْ
أمْطَرَ الْحالَ عَلَيْهِمْ مَأْتَمَا
هكذا كانَ وما زالَ كَمَا
كانَ في الدُّنْيَا فَتًى مُحْتَرَما
كَيْفَ يَمْحُ الدَّهْرُ يَحْيَى أَوْ يَرَى
مِثْلَهُ الْكَوْنُ ضُحًى مُبْتَسِمَا
كَيْفَ يُنْسَى ذِكْرُ بِنَّاءٍ بَنَى
لِلْإبَا طُوْلًا وَعُرْضًا هَرَمَا
وَبَنَى لِلْعِرْضِ مِنْ غِيْرَتِهِ
مَنْزِلًا رَحْبًا وَشَادَ الْحَرَمَا
إِنَّهُ يَحْيَى وما يُدْرِيْكَ عَنْ
قَوْسِهُ الرَّامِيْ بِكَمْ سَهْمٍ رَمَى
سَوْفَ يَبْقَى الْمَجْدُ صَدَّاحًا بِهِ
وَبِهِ الْفَخْرُ يُباهِيْ الْأُمَمَا
وَسَيَبْقَى كَفُّهُ مُمْتَشِقًا
سَيْفَهُ مِمَّنْ طَغَوْا مُنْتَقِمَا
#بقلمي_حسين_الزلخفان🇾🇪
18/اكتوبر/2024م
صــنعاء
وللقصيدة بقية
تعليقات
إرسال تعليق