احيني ثم عانقني... فريد الصفدي
******** أحيني ثم عانقني ********
لا تَسلني عن فُتورٍ أو عِتابٍ
أو تَسلني عن جفاءٍ جاءَ مَنْي
سلْ هَواكَ سَلْ جَفاكَ كَيفَ طابَ
سَلْ ليالٍ أسهَدَتْ عيني وجفني
إنْ أتَيتَ نادِماً تَبكي الرِّحاب
أحٰيني مِنْ مأتَمِ الشَّكِ وَظَنْي
ثُمَّ عانِقْني كَماءٍ مِنْ سَراب
تَرتَويهِ بائِسَ الأقدار مَضْني
لا تُعَاتِبْني فَما نَفُعُ العِتاب
طالَ دَربُ الصَّبرِ والصَّبرِ يَضُرني
مَنْ سِواكَ أضْرَمَ الصَّدرَ اكْتِأب
حتّى نالَ اصْطِباري والتْأني
كُلُّ ذاكَ الشَّوقُ قَلبي عنهُ تاب
لم تَعُد أوتاري لُقياكَ تُغَنْي
ماتَ طِفْلُ الحُبِّ في زهْرِ الشَّبابِ
بَعدَما في أبْهرِ القَلبِ قَتَلني
كُفِّنَتْ أعَماقي في لَونِ السَّوادِ
بُعْثِرَتْ أحْلامَي في لَيلِ التَّمَني
وفؤادي كاظِمٌ آلامُهُ
يَشتَكِ الآهاتِ في بَوحي وأَنْي
فإذا ما أشْرَقَ الحَظُّ انتِصارا
أعْتَمَ اللَيلُ وغابَ النَّجْمُ عَنْي
لا وِصالٌ بَعدَ هٰذا بَينَنا
لا إشاراتٌ بأحلامي تَصِلْني
ما أصابَ الَوَجدُ مِنْ ضَيْمِ انْتِظاري
إلْا أنْتَ فيهِ أسْبابُ التَّجَنْي
إنْ أتيتَ قاصِداً نَيلُ الهوى
خُذْ هَواكَ عَنْ دُموعي رُدَّ عَنْي
غَدْرُكَ الآثِمُ عَنْ أعثارِ دَرْبي
أهْلَكَ الهَجْرَ قِوايَ نالَ مِنْي
هَلْ سَمِعْتَ مَيِّتاً تَحتَ التُرابِ
يَعْزِفُ النْايَ وَحَولَهُ مَنْ يُغَنْي
أو سَمِعْتَ أنَّة الظَّبيُ المُصابُ
حينَ أنيابُ الذِّئابِ فيهِ تَفْني
أحْيني حَرفاً بأعْماقِ الكِتابِ
دَعْ مَدادَ الشَّوقِ يُحْيني لًأنْي
مُكْبَتُ الأنْفاسِ في حالِ ارْتِيابٍ
تَخْطِفُ الأيْامَ أفْراحي وَتَبْني
حِصْنَ بـؤسي بَينَ دَفَّاتِ الجَِنابِ
فَوْقَ أمْواجِ الصَّدى صَدُّكْ رَدَدْني
حُرقَةُ الوَصْلِ اسْتَقَيناها سَرابا
حَتّى صارَ القَلْبُ للأحْزانِ يَجني
وإذا نادَيْتَ شَوقي نادِماً
لا تَسَلني لا تَسَلني لا تَسَلني
بقلم الشاعر
فـريــد سلمـان محمود الصفــدي
ألأردن-ألأزرق السَّمالي - ١٤ - ٦ - ٢٠١٩م
تعليقات
إرسال تعليق