تعالي... أيمن حسين السعيد

 *#تَعالي*✍أيمن حسين السعيد سوريا


تَعالِي

 في هذا البُعد والغيَاب


تَعالي

نُقيمُ هُدنةً مَع النَفس


بعدما خَانتْكِ، وخَانَني قَلبك

وبعد انقطاعِ قوافِل عَينيكِ،

عَن حِلها أرضَ قَلبي

وعدم وصولها لبقاعِ عينيَّ


تَعالي

 نختتمٌ هذا الجَفاء


هذهِ القَطيعةَ

على مِصطبة عُمرينَا

فبعدَ إتمامِ خَمسة عُقودٍ منه

وثمانٍ وثلاثينَ منهُ في العِشق

بعد خمسٍ وعشرين سنةٍ جَمعتنا

وفرَّقتنَا خمسُ فِي مزيدِ السِنين

ولايَزالُ نشيدُك البُعد والجَفاء

ونشيدي  أَكتبهُ

بأُمنياتِ اختتامِ العُمر بِقربك

بينا الروحُ تصعدُ لبارئها 

كطفلٍ بينَ يديكِ

نائِماً على الصَدر

 

يا ذات القلب القاسي

والإتصالاتِ المَقطوعة

يا ذاتَ النِسيانِ الأَرِقِ بالجُحود

وانتظارِ القَلبِ على انفلاق ليلٍ 

عَن فجرٍ جَديدٍ يَجمُعنا

بعدَ هذه النَهارات والليالِي

 الطويلة فيما بينَنا

وانحسَارهِا وانتشاركِ 

كطعنةٍ مكرّرةً في أيامِي


بَعدَ طُقوسِ عِشقٍ كان ثَرياً

والآن بتُ منهُ فقيراً في أيَامي

بَعد أنينِ الكرامة

وغضَب وبُكاء قَلبي

بعدَ هَذا كلّه


تَعالي 

إِلى اقترابٍ أخيرٍ نَقياً


و لننظرُ في أَصلِنا ونهاياتنا

وتُرابِ مَقبرتنا


تعالي 

نَرى الأشياءَ وكأننا مُمدّدينِ


ومُسندينَ رأسينا 

إلى وسادةٍ من تُراب ولَحدينِ 

أخافُ أن يبقيَا في الظَلامِ

وما يعرفانِ النُور ولا زيارةَ المَلاك


 بِسببِ انطفَاءِ أنوارِ مَحبتِنا

فالعُمرُ يتقدّم بنا

وقد طَالت وطَالت المَسافاتُ

و الغُربةُ فِي فَيضٍ بِلا انقطاع

وبالقَهر يَجري فِيها كَالنهرٍ 

بلا مَصبٍ في خَليجِ تَدانينا


فبِدُون عَينيكِ

السبيلُ ضَاع وَالرُشدٌ زَاغ

واليَراعُ تقوقَعَتْ حدودٌ آفاقهِ

فَما عَاد يَعرفُ القَوافِي 

ولا نَثرَ الأشعَار والأغَانِي

✍#أيمن_حسين_السعيدسوريا

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سافرت نحوك....بقلم عيسى جرابا

قل لي يا قلم… كلمات الشاعر نافز ظاهر

اجازة... علاء، عطية علي