فهرس اليوم الاخير... عبد الباري احمه

 فهرسُ اليومِ الأخير....


في سويعات التهجد المكتظة بالتمتمات كانت تقضمُ سبابتي

وتمسحُ الغبارَ عن أرنبةِ أنفي

ككلِّ النساءِ تخافُ الهبوطَ للعالم السفليِّ

تخافُ الانكسارَ في النهاياتِ

تخافُ القبلاتَ حين تنامُ على ذراعي الملتوي

حولَ جذعِ ضفيرتها المجعدةَ

تمرغُ أنفي في قاعِ كفيها الممتلئتين بعطرِ الصدفِ

كأنَّ الشوقَ أرّقَ كبريائها

تلومُ مراوغاتها المتكررةَ بأبتسامةٍ صفراءَ

تُحدثُ شرودها المترنحَ على ضفافِ الهزيمةِ

لمَ لا أشربُ نهرَ عينيهِ

واحطمُ مرايا الكآبةِ

حتى أسرقَ يدهُ اليُسرى من الرسغِ

وأخطفَ أناملهُ المشردةَ

ألملمُ بها بقايا طفولةِ نهديَّ التائهتين خلفَ تضاريسِ الخوفِ

تحاصرها بقايا صهوةَ الغيمةِ

المحبوسةِ خلفَ أسوارِ الندمِ

تفتشُ في تفاصيلِ وحشةِ دفاتري 

تُخفي صلاتها في سطورِ الفجرِ

وتركلُ الأماكنَ والحكايا بنبلِ القسوةِ

ككلِّ أنثى تسبحُ خارجَ المعاني

ترقصُ ثملةً حينَ تغتالُ ضحكاتنا 

حتى تضعَ فهرسَ يومنا الأخير

تخيطُ وجعَ خلخالها المفقودَ في زوايا وسادتي

لتعلنُ عن طقسِ الرحيلِ

تهربُ حافيةَ الوجهِ

تلفُ تفاحةَ الخطيئةِ بنياشينِ القُبلِ

وتدخلُ معبدَ الحرمانِ

ببسملاتٍ مطرزةٍ بالهزيمةِ

تلبسُ قناعاً من الوهم

من الوحدةِ المزيفةِ

يا نديماً يأتي من نافذةِ الأزمنةِ الصفرِ

هبني عكازةً

تسندُ وحشتي

حتى أُشعلَ أطرافَ ثوبي 

وأفكَ أحجيةَ الخجلِ

وأكتبَ قافيتي الأخيرةَ

خذني إلى عالمهِ السفلي

فلا شيءَ يستفزني 

حين تمطرني ذاكرةُ معطفهِ 

ويملأُني الحنينُ كلّما نظمَ لضفيرتي قصيدة.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سافرت نحوك....بقلم عيسى جرابا

قل لي يا قلم… كلمات الشاعر نافز ظاهر

اجازة... علاء، عطية علي