اعيدوني الى الحلم...بقلم حمدي عبد العليم

أعيدونى إلى الحلم

أين انا من هذا  الذى أعيشه الآن
فمنذ دقائق كنت نائم وأحلم ب زمان
كان الحلم فى  غير هذا الزمان
وفى مكان غير هذا المكان
وكان هناك  فى الحلم إنسان 
وجدتنى أعرفه .
فبعد يقظتى بدقيقة او دقيقتان
وبعد التدقيق والاسترجاع والتذكر والامعان 
تذكرت بالحلم حبيبتى الخمريه جنة النسيان
فى طلعتها رائحة الريحان وضوء المرجان
كانت عيناها ذات الكسوف وخجل الغزلان
كانت بهمسها ذات التفاؤل الحلمان 
لمساتها المختلفه والمختلسه وكنت
فى مغازلتها وأثارتها أبرع الصبيان
مالت بقدها تبتسم الفرح أسنانها لآلىء
صوتها رقيق و حيان .؟  فعجبا لما كان
وأنا ف العقد الخامس من عمرى
كنت ف الحلم أملك  عشرون الفتيان

كل مافى الحلم هو ماكان يجب أن اعيش
الحلم حقيقتى فوجدتنى كطائر بأجنحة وريش
فيقظتى زيف مطلى طلاء الأشياء بالورنيش
ودائما أختار فى ألوانى الموف والهافان 
وألوان البيج وأبتعد عن الأسود كى أعيش
اكذب وأزين اشياءى بالرسوم والكرانيش
وما أن عدت  أعود كهلا بضعف الخفافيش
أخلع اكاذيبى كلها واسكن الليل الهشبش
انزع أسوارتى من يدى وأنعى الطرابيش
انا لا أحب الديسكو  ولا أستمع للتشويش
أبحث عن الجلبيه الفضفاضة وسجاد الخيش
أخرج بجسدى من ازياء النايلون 
تلك التى تلدعنى خيوطها بالتنتيش
لا حرا أمشي وأقبل كل انواع التفتيش
اخدش حياءهم ويخدشون حياءى بالتخديش
الفرط حريه زائده فألتزم وأراعى التكميش
تعلمت الكذب لأبقى مثل الاشياء خلف أفيش
فكاذبة زجاجة المياه المعدنية
وكاذبه كل الأدوية 
وكاذبه كل الاعلام والألويه 
وكل شىء كاذب حتى الأفيون والحشيش 
والحب كاذب و كذبت قصة ياسين و بهيه
كاذبه عبله وأكذوبه مضحكه القوه العنتريه
التاريخ كاذب لطالما الحياة خلت من الآدمية 
حبيبتى الخمريه تكذب لكن ف الحلم حقيقيه
كل حياتنا كذبه لايرويها إلا  منقوع البراطيش

نعم أرفض الحقيقه  هذه وما أحيا أو  اعيش
فأعيدونى الى مهدى
دعونى اختار أسمى من بعدى
اتركونى أحدد من هى حبيبتى وأسم ولدى
لاتحتلوا مشاعرى ولاتجبرونى على جلدى
لاتحكموا على ظهرى ولاتشاهدوا جلدى
ارجعوا لى خمريتى حبيبتى ففيها سعدى
ولا تقسونى عنها بقانون الأتراك الأجاوبش

كيف أخذ مكانى وأخذ زمانى لحظة طيش
ذلك الغريم اللعين أمتلك خمريتى
قبضها فمزق معصمها ياسادتى
صرخت لا تقبل السفاح على فرشتى
ومن ضعفى وهوانى فقأت بيدى مقلتى
كى لا أرى مضاجعة الخنزير لحبيبتى
لكن اسمع بكاءها ودموعها اغرقت وسادتى
فهذا زمان غاصب ونافذته أخشابها بلا شيش

الحنظل يزرع بحديقتى عفوا ليصبح مشروب
والدار أسكنه فأن رأيتموه عامر فهو مخروب
والأبتسام ما إلا نحيب أبكم على عمر مكروب
والحبيبه سجينة الماضى الذى قضى مغلوب
تجدها فى أحضان من تكره فى وضع مقلوب
فما جدوايا بلا حب حقيقى له أصل منسوب
حبيب الى حبييب فهكذا تمتلك القلوب
فى الحلم أجد نفسي وقلبى والمسلوب 
وفى يقظتى أجد تحت الضلوع قوالب الطوب
خلت الدنيا من الإنسان لذا عنها سأتوب
دعونى أنام ثانية لأجد نفسي بلقاء المحبوب.

الشاعر / حمدى عبد العليم .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سافرت نحوك....بقلم عيسى جرابا

قل لي يا قلم… كلمات الشاعر نافز ظاهر

اجازة... علاء، عطية علي